فإذا ما انتقلنا إلى الضرب الثانی من ضروب المجاز اللغوی وهو المجاز المرسل، وأردنا أن نطلع على بعض خصائص وأسرار هذا الضرب من الکلام، لوجدنا أنفسنا أمام فن لا یقل تأثیرًا عن سابقه؛ ذلک أن من خصائص هذا الضرب من فنون القول
1)    الإیجاز، فأنت عندما تقول: رعینا الغیث، هذا أوجز من قولک: رعینا النبات الذی کان الغیث سببًا فی نموه واخضراره، فقد طویت المسبب وذکرت فی موضعه السبب، وکذلک فی قول الله تعالى: {وَیُنَزِّلُ لَکُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا} (غافر: 13) أی: ینزل الماء الذی یتسبب فی إیجاد الرزق.